في غابةٍ بعيدةٍ مليئة بالأشجار العالية والأزهار المتنوعة، عاشت مجموعة من الحيوانات المختلفة في وئام وسلام. كانت الغابة مليئة بالحياة، حيث تعيش الطيور على أغصان الأشجار، والأرانب تقفز في الحقول، والغزلان ترعى بجانب الأنهار.
في هذه الغابة، كان هناك أربعة أصدقاء مقربين: الأسد "رعد"، ملك الغابة، الفيل "ضاحك"، الذي كان معروفًا بحكمته وضحكته العالية، القرد "مرح"، الذي يحب اللعب والمزاح، والغزالة "نورا"، التي كانت رشيقة وسريعة كالريح.
ذات يوم، قرر الأصدقاء تنظيم مسابقة في الغابة لاختيار الحيوان الأذكى بينهم. اجتمع الجميع في الساحة الكبيرة حيث أعلن رعد عن المسابقة وقال: "سنخوض تحدي الألغاز! من يستطيع حل الألغاز الثلاثة سيعتبر الحيوان الأذكى في الغابة."
بدأت المسابقة بأول لغز طرحه رعد: "ما هو الشيء الذي كلما أخذت منه يكبر؟" فكر الجميع مليًا، ولكن نورا الغزالة أجابت بثقة: "الحفرة!" فأشاد بها الجميع لحلها الذكي.
ثم جاء الدور على الفيل ضاحك، الذي طرح اللغز الثاني: "أنا لا أملك أجنحة، لكنني أستطيع الطيران. من أنا؟" بدأ القرد مرح بالقفز والتفكير بصوتٍ عالٍ، ثم قال: "البالون!" وابتسم الجميع معجبين بسرعته في الحل.
أخيرًا، جاء الدور على القرد مرح، الذي طرح اللغز الثالث: "ما هو الشيء الذي تراه في الليل ولا تراه في النهار؟" فكر الأسد رعد قليلاً، ثم أجاب بثقة: "النجوم!" وصفق الجميع لرعد على إجابته الصحيحة.
بعد حل الألغاز الثلاثة، أدرك الأصدقاء أن كل واحد منهم لديه ذكاء من نوع خاص، وأنهم يكملون بعضهم البعض. قرروا أن الحكمة ليست في الذكاء الفردي فقط، بل في التعاون والعمل الجماعي.
وهكذا، احتفل الأصدقاء مع باقي حيوانات الغابة بتنظيم حفلة كبيرة في الساحة، حيث غنوا ورقصوا وضحكوا حتى غروب الشمس. ومنذ ذلك اليوم، أصبحوا أكثر قربًا من بعضهم البعض، وعاشوا في الغابة بسلام ومحبة.
كانت الغابة دائمًا مليئة بالمغامرات، ولكن الأصدقاء الأربعة تعلموا أن التعاون والصداقة هما الكنز الحقيقي.