حمار واسد ملك غابة

في إحدى الغابات البعيدة، كانت تعيش مجموعة من الحيوانات في وئام وسلام. كان هناك أسد قوي يُلقب بملك الغابة، بسبب قوته وجبروته، وكانت كل الحيوانات تهابه وتحترمه. بجانبه، كان يعيش حمار بسيط يُدعى رمزي، وهو حمار مسالم يعمل بجد ويعيش حياة هادئة بعيدًا عن المشاكل.

كان الأسد، واسمه راشد، دائمًا ما يجوب الغابة ويتفقد الحيوانات للتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام. وعلى الرغم من قوته، كان راشد عادلًا ويحاول دائمًا أن يكون ملكًا رحيمًا وعطوفًا.

في أحد الأيام، بينما كان الحمار رمزي يسير بين الأشجار ويبحث عن طعام، سمع أصواتًا غريبة قادمة من عمق الغابة. قرر رمزي أن يستكشف مصدر هذه الأصوات على الرغم من خوفه. عندما اقترب، وجد الأسد راشد محاصرًا في شبكة صيادين كبيرة كانت مخبأة بين الأشجار. لم يصدق رمزي عينيه، فالأسد القوي الذي كان الجميع يهابه، أصبح الآن عاجزًا عن تحرير نفسه.

اقترب رمزي من راشد بحذر، وعندما رآه الأسد، شعر بالخجل والضعف. قال الأسد بصوت هادئ: "يا رمزي، لم أتوقع يومًا أن أجد نفسي في هذا الموقف. أنا محاصر ولا أستطيع الخروج من هذه الشبكة. هل يمكنك مساعدتي؟"

تردد رمزي للحظة، فهو يعرف أن هذه الفرصة قد تكون خطيرة عليه، ولكنه في نفس الوقت لم يستطع تجاهل حاجة الأسد للمساعدة. جمع رمزي شجاعته وبدأ في محاولة قطع الشبكة بأسنانه القوية. بعد جهد طويل وعمل شاق، استطاع رمزي أن يحرر راشد من الفخ.

شكر الأسد رمزي بامتنان عميق، وقال: "لقد أنقذت حياتي اليوم، ولم أنسَ هذا الفضل أبدًا. رغم بساطتك، إلا أنك أظهرت شجاعة وقلبًا كبيرًا."

منذ ذلك اليوم، تغيرت نظرة الحيوانات للحمار رمزي. لم يعد مجرد حمار بسيط، بل أصبح بطلًا في عيون الجميع. أما الأسد راشد، فقد تعلم درسًا مهمًا؛ أن القوة لا تكمن فقط في الجسد، بل أيضًا في القلب والشجاعة. واستمرت الحياة في الغابة بسلام، حيث أصبح الحمار والأسد صديقين مقربين، يتعاونان معًا لحماية الغابة والحفاظ على سلامها.

تعليقات